22_
كيف سبق الأسلام _الذي صمم عمر هذا القائد المنتظر _حركة
العلم في مجال هذا التحويل ؟
أنه ليس ذلك المجال الوحيد الذي سبق فيه الأسلام حركة العلم
أو ليست الشريعة الأسلامية ككل ،قدسبقت حركة العلم
والتطور الطبيعي للفكر الأنساني قرونا عديدة ؟
فأذا نؤمن بهذا كله فلماذا نستكثر على مرسل هذه الرسالة _سبحانه وتعالى _أن يسبق العلم في تصميم عمر المهدي
((
عجل الله فرجه ))
نعم ،هذا العمر المديد الذي منحه الله تعالى للمنقذ المنتظر يبدو غريبا في حدود المألوف حتى اليوم في حياة الناس
ولكن أقر ليس الدور التغيري الحاسم الذي أعد له هذا المنقذ غريبا في حدود المألوف
أو ليس قد أنيط به تغيير العالم ، وأعاد بنائه الحضاري من جديد على أساس التقوى والحق والعدل ؟
فلماذا نستغرب أذا اتسم التحضير لهذا الدور الكبير ببعض الظواهر الغريبة والخارجة عن المألوف كطول عمر الأمام ((عليه
السلام
))
فإن غرابة هذه الظواهر وخروجها عن المألوف مهما كان شديدا لا يفوق محال غرابة نفس الدور العظيم الذي يجب على
اليوم الموعود أنجازه
فأذا كنا نستسيغ ذلك الدور الفريد تاريخيا على الرغم من أنه لا يوجد دور مناظر له في تاريخ الأنسان
فلماذا لا نستسيغ ذلك العمر المديد الذي لا نجد عمرا مناظرا له في حياتنا المألوفة ؟؟؟
23_
لو فرضنا إن هذا العمر الطويل غير ممكن علميا وأن قانون الشيخوخة والهرم قانون صارم ،لا يمكن للبشرية اليوم
وفي هذا المستقبل التغلب عليه ،وتغير من ظروفه وشروطه فماذا يعني ذلك ؟؟
ألا يعني أن طول عمر نوح والمهدي ((عليهما السلام ))على خلاف القوانين الطبيعية التي أثبتها العلم بوسائل التجربة
والأستقراء الحديثة ، وبهذا تكون المعجزة عطلت قانونا طبيعيا في حالة معينه للحفاظ على حياة الشخص الذي أنيط به
الحفاظ على رسالة السماء ؟؟
ليست هذه المعجزة الفريدة من نوعها ، أو غريبة على عقيدة المسلم المستمدة من القرآن الكريم والسنة ،فليس
قانون الشيخوخة والهرم أشد صرامة من قانون انتقال الحرارة من الجسم الأكثر حرارة حتى يتساويان ،وقد عطل
هذا القانون لحماية حياة إبراهيم ((عليه السلا م ))حين كان الاسلوب الوحيد للحفاظ عليه تعطيل ذلك القانون فقيل للنار
حين ألقي فيها النبي إبراهيم
:
<<
قلنا يانار كوني بردا وسلاما على إبراهيم >>
فخرج منها سليما لم يصبه أي أذى
وشبه للرومان أنهم قبضوا على النبي عيسى (عليه السلام ) ولم يكونوا قبضوا عليه
.
وخروج النبي محمد ((صلى الله عليه وآله )) من داره وهي محفوفة بحشود قريش التي ظلت ساعات تتربص به لتهجم عليه
فستره الله عن عيونهم وهو يمشي بينهم
.
كل هذه الحالات عطلت لحماية شخص كانت الحكمة الربانية تقتضي الحفاظ على حياته
فليكن قانون الشيخوخة والهرم من تلك القوانين