القصيدة الثانية:
مَاذَا عَلَىَّ مَنْ شَمَّ تُرْبَةَ أَحْمَدٍ
أَنْ لاَ يَشُمَّ مَدَى الزَّمَانِ غَوَالِيَا
قُلْ لِلْمُغَيَّبِ تَحْتَ أَطْبَاقَ الثَّرَى
إِنْ كُنْتَ تَسْمَعُ صَرْخَتِي وَنِدَائِيَا
صُبَّتْ عَلَيَّ مَضَائِبٌ لَوْ أَنَّها
صُبَّتْ عَلَى الأَيَّامِ صِرْنَ لَيَالِيَا
قَدْ كُنْتُ ذَاتَ حِمَى بِظِلِّ مُحَمَّدٍ
لاَ أَخْشَ مِنْ ضَيْمٍ وَكَانَ حِمًى لِيَا
فَالْيَوْمُ أَخْضَعُ لِلذَّلِيلِ وَأَتَّقِي
ضَيْمِي وَأَدْفَـعُ ظَالِمِي بِـرِدَائِيِا
فَإِذَا بَكَتْ قُمْـرِيَّةٌ فِي لَيْلِهَا
شَجَنًا عَـلَى غُـصْـنٍ بَكَيْـتُ صَبَاحِيَا
القصيدة الثالثة:
إِغْبَرَّ آفَاقُ السَّمَاءِ وَكُـوِّرَتْ
شَمْسُ النَّهَارِ وَأَظْلَمَ الْعَصَـرَانِ
وَالأَرْضُ مِنْ بَعْدِ النَّبِيِّ كَئِيبَةً
أَسِفَةً عَلَيْهِ كَثِيرَةُ الرَّجَفَانِ
فَلْيَبْكِهِ شَرْقُ الْبِلاَدِ وَغـَرْبِهَا
وَلْيَبْكِـهِ مُضـَرٌ وَكُلُّ يَمَانِي
وَلْيَبْكِهِ الطَّوْدُ الْمُعَظَّمُ جـَوَّهُ
وَالْبَيْتُ ذُو الأَسْتَارِ وَالأَرْكَانِ
يَا خَاتَمُ الرُّسْلُ الْمُبَارَكَ ضَوْؤُهُ
صَلَّى عَلَيْكَ مُنِزِّلُ الْقُـرْآنِ