( إخلع نعليك إنك في الوادي المقدس ُطوى ) : الشيخ أسعد الناصري
<< زار أحد الشباب السيد الشهيد (قدس سره) في المكتب (البراني) وذلك خلال الجلسة العامة , وأنا كنت جالساً في مجلسي اليومي في خدمة سماحته وكنت على يساره كالمعتاد وكان الشاب جالساً الى يمين سماحته ,
فقال الشاب : ( سيدنا إني رأيت الناس في الرؤيا يدخلون الى حضرة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وهم يلبسون أحذيتهم من دون خلعها , وقد دخلت أنت الى الحضرة بعد أن خلعت مداسك , وصليت داخل الحضرة , وأنا صليت خلفك , ثم بعد إتمام صلاتك لبست مداسك وإنصرفت )
فبدأ سماحته ( قدس سره ) بتفسير الرؤيا وكان ينظر الى الشاب الذي على يمينه وأنا على يساره .
وقال : ( حسب فهمي إن الأحذية ترمزالى هموم الدنيا , فمعنى ذلك أن الناس يدخلون الى حضرةالامام ( عليه السلام ) بهموم الدنيا , وأما أنا فقد تركت هموم الدنيا خارجاً , ودخلت متجرداً , وهودليلٌ على قبول صلاتي , ثم خرجت وحملت هموم الدنيا من جديد )
ومن هنا خطرت في ذهني خاطرة , وهي أن السيد لا يفرق حاله في أثناء الصلاة وخارجها , وفي داخل داخل الحضرة وخارجها من هذه الناحية , فكيف يقول إنه كان يحمل هموم الدنيا وحملها بعد ذلك , بل هو بعيد عن هموم الدنيا في كل أحواله .
فلما ذهب الشاب وأراد الولي أن يكلم شخصاً آخر من الناس , إلتفت إلي ِّ قائلاً : ( إن الله تعالى يُري كلَّ أحدٍ في المنام على قدر إستحقاقه , فلا يدخل في قلبك شك . ) >>