[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
حقوق الآباء بعد زواج الأبناء
إن أغلب
الأبناء يحصل لديهم تغير في التعامل مع آباءهم بعد الزواج، حيث نرى نسبة
اهتمامهم وطاعتهم لآبائهم قبل الزواج أكبر وأوكد منها بعد الزواج، فما سبب
هذا التغير ؟ وهل بالإمكان بقاء هذه النسبة بعد الزواج دون أن تتدنى؟.
ربما يُجاب عن السؤال الأول، أن سبب تدني نسبة الاهتمام هو دخول عنصراً
جديداً في حياة الابن والذي يستوجب أن يأخذ هذا العنصر نصيبه من الاهتمام،
وبما أن الاهتمام محدود النسبة وجب ضرورةً أن يؤخذ شيئاً من الاهتمام من
مفردات أخرى ويوجه الى
الداخل الجديد.
أقول: إن سلمنا بهذه الفرضية ، فيستطيع الفرد أن يأخذ نسبة الاهتمام التي
يحتاجها من جهات أخرى في حياته ، كالأصدقاء والهوايات والأفعال العبثية
وغيرها. لكن لا أعتقد أن ما تفضل به المفترض هو السبب الوحيد، وإنما هناك
أسباب أخرى، أهمها :
إن ما يلقاه الفرد من العطاء والاهتمام الفعلي من
زوجه يجعل أغلب توجهه الى هذه الجهة، ومن التفت الى شيء أعرض عما يقابل
بمقدار ذلك الالتفات.
كذلك فإن الانسان بطبعه لا يستسيغ وجود
الشريك في ما يظن أنه ملكه، فالزوجة تريد كل زوجها، تريد أن تستحوذ على كل
اهتمام الزوج – الاغلب هكذا- فيحدث ضغط على الزوج لإعطاء زوجه النصيب
الأكبر من الاهتمام، وهذا جانب مؤثر جداً.
وأما بالنسبة للسؤال الآخر وهو هل من الممكن أن تبقى درجة الاهتمام بالآباء كما كانت عليه؟.
أعتقد أننا رأينا بعض الأبناء لم يتغير اهتمامهم بآبائهم، بل زادوا هذه
النسبة بجعل أزواجهم يهتمون بآبائهم . فليست المسألة متعذرة تماماً.
قد يقول قائل: إن هذه المسألة خارج عن إرادتي، وإنما ينقص هذا الاهتمام
تلقائيا وليس بتعمد مني؟ أقول: حتى وإن كان كذلك، أو لم يكن للفرد القابلية
على سد هذا النقصان، فإن ما يريده الآباء هو ليس الاهتمام القلبي، وهم
ليسوا مطلعين على القلوب – بفضل الله تعالى – إنما ينظر الآباء إلى تصرفات
وأفعال الأبناء معهم، فليس من الصعب على الابن أن يفعل لأبويه من الأفعال
ما يوحي باهتمامه بهم، فإننا كثيراً ما نُحسن لمن لا نحب ونجامل من نبغض،
فليس من الكوارث على الابن أن يرفع سماعة الهاتف ويتصل بوالده أو والدته!
أو يضحي بساعة من وقته ليذهب لزيارتهم، أو يدخل السرور عليهم بكيسٍ من
الفاكهة أو حتى البصل ويحتسبه عند الله تعالى إن كان يرى أن أبويه ليسا
أهلاً لكيلو برتقال!!.
الكثير من برامجنا اليومية لا نرغب فيها لكننا مجبرون عليها، فليكن هذا منها.
إن الآباء إذا تقدم بهم السن أصبح كامل نظرهم لأبنائهم ، فتراهم يعيشون
حياة أبنائهم لا حياتهم، فيحاولون أن يتابعوا حياة أبنائهم لا من باب
الفضول بل لأنهم يرونها حياتهم.
عندما تنظر بعض الأمهات الى زوجة
ابنها بعين العداء أو الندّية، هي معذورة في ذلك لأنها ترى أن ملكها وتعب
عمرها قد سُلب منها دون مقابل، وهو عندها لا يرقى إليه ثمن، فوجب على الابن
البار أن يُزيل هذه الفكرة من عقل الأم - ربما حتى الأب -، وذلك بأن يَقبر
روح التنازع التنافس بين الطرفين – أعني الأبوين والزوجة – ويستبدلها بروح
التقدمة كل طرف الى الطرف الآخر، وترطيب القلوب بما يسرّ المقابل سماعُه.
إنَ تزوّج الابن وانتقاله الى مسكن الزوجية لا يعفيه عن مسؤوليته السابقة،
إنما يجب عليه أن يجمع بين المسؤوليتين، بل ويخطط لذلك قبل أن يقدم على
خطوة الزواج .
الشيء الآخر، أن بعض الأبناء قد يكون ما يبعده عن
أبويه هو أنه ينزعج من الكلام معهم لأنه لا يسمع منهم إلا الشكوى أو الكلام
بأمور تافهة أو عن الماضي أو يكررون نفس القصة والحديث في كل مرة ، لكنك
لو التفتَ قليلاً للوراء لوجدت أنك حينما كنت طفلاً كان حديثك كله تافهاً
وهم مجبرون على سماعه، وكانت حياتك كلها نقائص وهم مجبرون على سد تلك
النقائص، وكنتَ عبارة عن احتياج دائم وكانوا يحاولون سد ذلك الاحتياج بما
لديهم من قدرة. أعتقد أن مثل هؤلاء أولى من يستحق أن تقدم له المعروف
حقوق الآباء بعد زواج الأبناء
إن أغلب
الأبناء يحصل لديهم تغير في التعامل مع آباءهم بعد الزواج، حيث نرى نسبة
اهتمامهم وطاعتهم لآبائهم قبل الزواج أكبر وأوكد منها بعد الزواج، فما سبب
هذا التغير ؟ وهل بالإمكان بقاء هذه النسبة بعد الزواج دون أن تتدنى؟.
ربما يُجاب عن السؤال الأول، أن سبب تدني نسبة الاهتمام هو دخول عنصراً
جديداً في حياة الابن والذي يستوجب أن يأخذ هذا العنصر نصيبه من الاهتمام،
وبما أن الاهتمام محدود النسبة وجب ضرورةً أن يؤخذ شيئاً من الاهتمام من
مفردات أخرى ويوجه الى
الداخل الجديد.
أقول: إن سلمنا بهذه الفرضية ، فيستطيع الفرد أن يأخذ نسبة الاهتمام التي
يحتاجها من جهات أخرى في حياته ، كالأصدقاء والهوايات والأفعال العبثية
وغيرها. لكن لا أعتقد أن ما تفضل به المفترض هو السبب الوحيد، وإنما هناك
أسباب أخرى، أهمها :
إن ما يلقاه الفرد من العطاء والاهتمام الفعلي من
زوجه يجعل أغلب توجهه الى هذه الجهة، ومن التفت الى شيء أعرض عما يقابل
بمقدار ذلك الالتفات.
كذلك فإن الانسان بطبعه لا يستسيغ وجود
الشريك في ما يظن أنه ملكه، فالزوجة تريد كل زوجها، تريد أن تستحوذ على كل
اهتمام الزوج – الاغلب هكذا- فيحدث ضغط على الزوج لإعطاء زوجه النصيب
الأكبر من الاهتمام، وهذا جانب مؤثر جداً.
وأما بالنسبة للسؤال الآخر وهو هل من الممكن أن تبقى درجة الاهتمام بالآباء كما كانت عليه؟.
أعتقد أننا رأينا بعض الأبناء لم يتغير اهتمامهم بآبائهم، بل زادوا هذه
النسبة بجعل أزواجهم يهتمون بآبائهم . فليست المسألة متعذرة تماماً.
قد يقول قائل: إن هذه المسألة خارج عن إرادتي، وإنما ينقص هذا الاهتمام
تلقائيا وليس بتعمد مني؟ أقول: حتى وإن كان كذلك، أو لم يكن للفرد القابلية
على سد هذا النقصان، فإن ما يريده الآباء هو ليس الاهتمام القلبي، وهم
ليسوا مطلعين على القلوب – بفضل الله تعالى – إنما ينظر الآباء إلى تصرفات
وأفعال الأبناء معهم، فليس من الصعب على الابن أن يفعل لأبويه من الأفعال
ما يوحي باهتمامه بهم، فإننا كثيراً ما نُحسن لمن لا نحب ونجامل من نبغض،
فليس من الكوارث على الابن أن يرفع سماعة الهاتف ويتصل بوالده أو والدته!
أو يضحي بساعة من وقته ليذهب لزيارتهم، أو يدخل السرور عليهم بكيسٍ من
الفاكهة أو حتى البصل ويحتسبه عند الله تعالى إن كان يرى أن أبويه ليسا
أهلاً لكيلو برتقال!!.
الكثير من برامجنا اليومية لا نرغب فيها لكننا مجبرون عليها، فليكن هذا منها.
إن الآباء إذا تقدم بهم السن أصبح كامل نظرهم لأبنائهم ، فتراهم يعيشون
حياة أبنائهم لا حياتهم، فيحاولون أن يتابعوا حياة أبنائهم لا من باب
الفضول بل لأنهم يرونها حياتهم.
عندما تنظر بعض الأمهات الى زوجة
ابنها بعين العداء أو الندّية، هي معذورة في ذلك لأنها ترى أن ملكها وتعب
عمرها قد سُلب منها دون مقابل، وهو عندها لا يرقى إليه ثمن، فوجب على الابن
البار أن يُزيل هذه الفكرة من عقل الأم - ربما حتى الأب -، وذلك بأن يَقبر
روح التنازع التنافس بين الطرفين – أعني الأبوين والزوجة – ويستبدلها بروح
التقدمة كل طرف الى الطرف الآخر، وترطيب القلوب بما يسرّ المقابل سماعُه.
إنَ تزوّج الابن وانتقاله الى مسكن الزوجية لا يعفيه عن مسؤوليته السابقة،
إنما يجب عليه أن يجمع بين المسؤوليتين، بل ويخطط لذلك قبل أن يقدم على
خطوة الزواج .
الشيء الآخر، أن بعض الأبناء قد يكون ما يبعده عن
أبويه هو أنه ينزعج من الكلام معهم لأنه لا يسمع منهم إلا الشكوى أو الكلام
بأمور تافهة أو عن الماضي أو يكررون نفس القصة والحديث في كل مرة ، لكنك
لو التفتَ قليلاً للوراء لوجدت أنك حينما كنت طفلاً كان حديثك كله تافهاً
وهم مجبرون على سماعه، وكانت حياتك كلها نقائص وهم مجبرون على سد تلك
النقائص، وكنتَ عبارة عن احتياج دائم وكانوا يحاولون سد ذلك الاحتياج بما
لديهم من قدرة. أعتقد أن مثل هؤلاء أولى من يستحق أن تقدم له المعروف